احلامى بعد وقفة صمت
اننى تعبت كثيرا من الصمت حتى شعرت بالدوار و باننى سوف اسقط لكننى صرخت صرخة مدوية لم اعلم قوتها حتى رايت جميع جيرانى و اخوتى يسمعون دوى صرختى و يتسالون عن سبب صراخى !!!
و قالوا ( انت لم تكن تتكلم فلمادا الصراخ الان )
وفاجأنى النوم !!!
و حلمت اننى اطير فى الهواء و ارى كل العالم قد تغير و عم السلام على الجميع و اننى استطيع ان اتحرك بحرية كيفما اشاء
و لاول مرة بدات اتكلم و تكلمت مع جميع الطيور و كان العجيب ان الطيور سمعتنى و فهمتنى و هبطت على ارض جميلة خضراء انها (( حديقة الحياة ))
و كانت مليئة بالازهار و الورود و الاشجار و فوجئت بالابتسامة على جميع الوجوه تضحك لى و تبعث لى بالتحية .
وهنا ادركت ان صمتى قد انتهى و بدات ارى ما لم اراه و اتحرك فى اتجاهات لم اتحرك بها من قبل .
و سعت سعادة غامرة من كل قلبى لما اشعر بة و اعيشة .
و هنا بدات افكر !!!
لو كان هدا الحلم حقيقة فلمادا لم اراه من قبل ما هو السبب لعدم رويتى له من قبل ؟
هل كان السبب صمتى ؟
ام كما دكرت فى مقالى السابق ( وقفة صمت ) ان لا احد يسمعنى !!! ؟
اننى الانسان لى تاريخ و بنيت الاهرام .
اننى الانسان لى تاريخ و بدات اول زراعة على الارض .
اننى الانسان لى تاريخ اول من فكر فى القراءة و الكتابة و الوقت و الزمن .
اننى الانسان الدى بنى الحضارات .
اننى الانسان الدى شهد له كل العالم اننى انا المصرى .
و صحوت من النوم و فوجئت اننى لم اكن نائما و احلم انما هو الواقع الدى تغير بصرختى .
و بدات اتكلم و اتكلم و المفاجأه انهم سمعونى و انزاح الهم من قلبى .
و الان يجب على ان احافظ على بلدى و اترك ميدان الصمت لكى يرى احفادى تمثالى و يتدكرون اننى تركت هدا الميدان بسلام و امان و كرامة.
و الان يجب على ان اضحى من اجل بلدى .
و الان يجب على ان احميها من اعدائها .
و الان يجب على ان اقف و اصرخ و اقول اننى صمت لكى اتكلم !!!
يا مصر يا حبيبتى .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى