الزمن و التاريخ
انا الزمن !!!
لقد ولدت من 4 الاف سنة فى بلد على يمينها
الاشجاراليانعة و الارض الخضراء و على شمالها حضارات لا اعلم عنها شيئ .
اننى ولدت فى نهر اطول نهر على الارض ، يمكن
لكل انسان ان يراه من القمر ، و عندما استيقظت من ولادتى بدات اسبح فى النهر حتى
وجدت رجلا عجوزا تحت شجره شعره كله ابيض و دقنه طويله حتى مياه النهر، اننى طفل لا
اعلم شيئ عن هدا الرجل ، و خرجت الى الشاطئ و سألته من انت ؟
فنظر الى و قال : طفلى الحبيب لا تعلم من انا ؟
فقلت له : اننى ولدت اليوم فقال لى : انا
التاريخ .
فسألته ما معنى التاريخ ؟
و لمادا تجلس هنا على النهر ؟
فقال لى انه افضل مكان يعيش فيه انسان من
حضارات و تفكير و ثقافه .
فسالتة متى اتيت الى هدا المكان ؟
فقال لى: من 24 الف سنة اننى ولدت فى اكبر
بحيرة فى افريقيا و شاهدت اول هجرة انسانية الى العالم كله .
فأخدنى الطموح لاسأله ،
لمادا اتيت الى هدا البلد و تجلس فى هدا المكان
؟
فقال لى : يا ابنى انك لم يكن لك اجداد اما
انا التاريخ لى اجداد واحفادى شهدوا على كل شيئ يمر فى الحياة .
فقلت له : اننى طفل ارجو منك ان تعلمنى ؟
فقال لى : ان الدى خلقك اناسأ قد صنعوا الحضارة الانسانية انهم
بشر هم اول من خلق الحضارات على الارض ،
و امسك بى و قال انظر !!!
كل ما امامك الاف من السنين صنعها هؤلاء
البشر .
هم المصريون .
فقلت له : هل تصاحبى الى المدى البعيد ؟
فقال لى : اننى اتبناك انك ابنى ، ابن
التاريخ انت الزمن و انا التاريخ ان تقول لى بالضبط كل الاوقات و كل ما يدور حولنا
و انا اكتب .
اننى عشت 20 الف سنة بدون زمن و لكنى تعلمت
شيئ فى افريقيا ، ان نحسب ( الوقت ) كنا نسمى هدا الوقت هو تحرك النجوم و الكواكب لا نقدر ان نحسب هدا
الوقت ان البابليون و الحضارة الاشورية كانوا يكتبون الوقت فقط من تحرك هده النجوم
و الكواكب و لكن كان يوجد فروق كبيره بينهم فى الوقت نفسة ، فالسنة الاشورية تختلف
عن السنة البابليه و اجدادنا المصريون كانوا يحسبون نجوم الاورينت و النجم الشمالى الساطع كدورات وقتية و لكن هؤلاء
البشر المصريون حسبوها بالثانية و الدقيقة و الساعة و اعطوا سبع ايام و هو الاسبوع
و اعطوا الشهر و اعطوا السنة 364 يوما و كانوا يفكرون و يبحثون لانهم وجدوا مشكله
عصيبة ان كل 4 سنوات ياتى يوم زائد اى السنة 365 يوما .
يا ابنى حتى الان لم يجدوا لها حلا ووضعوا
شهر فبراير كل 4 سنوات 29 يوما لمادا ؟
لا
اعلم .
فقال لى :اسمع يا زمن كن شاهدا على ما تراه من الان و
انا ،
انا التاريخ سوف اشهد معك مادا يحدث على هده
الارض .
و عشنا معا سويا ثورة موسى و ثورة تحتمس و
ثورة رمسيس و اخناتون و اول امراة تحكم هده البلد من 4200 سنة حتشبسوت هده اول مرة
فى تاريخ هده الارض ان تحكم الارض امراة حكما من الحديد و جاءها السيد المسيح و
عاش بها و بعده جاءت كليوباترا و لكن كليوباترا ليست مصرية و الانانية ان هده
المراة احبت رجلا ليس من بلادنا و هو انطونيو و جاء الروم الى مصر الحبيبة و
احرقوا اكبر مكتبة فى العالم حصيلة 5000 سنة فى العلوم البحرية و علوم الفضاء و
الكون و الزراعة .
ان البشر فقد ثروة من اهم الثروات للانسانية
هى مكتبة الاسكندرية و بدات هده الارض تنتقل من عدو الى عدو و من مغتصب الى اخر
حتى الاتراك سكنوها و اعتبروها دوله عثمانية و جاء محمد على و حارب العثمانين حتى اخرجهم و لكنة للاسف
تركى و لكن من عشقة لهده البلد و حبة لها اعطاها الكثير و جاء الانجليز و الفرنسيون
يحاربون بعضهم البعض من اجل احتلال هدا البلد اما نابليون جاء الى مصر و من
طموحاته الكبيره انه كان يريد ابو الهول معه فى فرنسا .
و مر الزمن يوما يظهر الضوء و يوم يظهر
الظلام ثورات عديدة ضحى فيها ابناء مصر لحب مصر العظيمة و جاءت ثورة 52 و لاول مرة
بعد كليوباترا المصريون يحكمون انفسهم بانفسهم طموحا عريقة و املا يطوح بكل الامال
و يعيدون لمصر مكانتها و تاريخها و لكن كان الاعداء اكثر و اكثر لهدا البلد و هزمت
هده البلد فى 1967 و كانت غلطة فى التاريخ ان نصدق اصدقائنا ان يقولوا لنا ان اسرائيل
لن تحاربكم ابد و جاءت المفاجأه انه يوم 5 يونيو و كانت هده الكارثة
و لم يستحمل هدا الشعب و هده البلد هده
المهزلة و فى تاريخة لم تحدث له هده الهزيمة من قبل .
و جاء يوم 6 اكتوبر 1973 و رجعت كرامة هده
البلد لا نستطيع ان نقول ان ما حدث من تقلبات و مفاجات و تحليلات اقتصادية و
سياسية ان الزمن من 1973 الى 2011 كلة مشاكل و احداث ليس فى مصر وحدها و لكن فى
العالم كله ان اكبر امبراطورية فى التاريخ سقطت عام 1990 و هى الشيوعية و بعدها
حدثت احداث كثيرة و تغيرات كثيرة سواء فى السياسة او الاقتصاد او فى تعداد البشر و
لكن الشباب شباب مصر يريد صفحة جديده بيضاء لها تاريخها و حضارتها لكى يرى كل
العالم ان نحن المصريون نستطيع دائما ان نبدا من جديد نحن المصريون لا ننام حتى لو
جيراننا يقولوا اننا نائمون نحن المصريون
و جاء يوم 25 يناير
انا الطبيب ، انا المهندس ، انا الشاعر ، و انا الجندى ، و انا العالم انا البنا ، و انا
الكاتب ، انا الذى صنعت الحضارات .
لا تقول اننى مع هدا او داك ,
لا ،
لا ، لا .
انا صنعت التاريخ و صنعت الزمن انا المصرى
سيرى العالم كلة باعجوبتى الجديدة الهرم الجديد الدى سوف يراه الجميع انهم شباب
مصر .
نحن
الدين صنعنا الزمن بمرافقة التاريخ ان التاريخ لا يموت و سيكتب لنا ما حدث يوم 25
يناير انه يوم امنا و حبيبتنا التى اعطتنا كل شيئ من 7 الاف سنة هى الام مصر
الحبيبة .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى