وردة الرياحوردة الرياح لفظ بحري يطلق على الجهات الأصلية الأربعة المعروفة
جغرافيا(الشمال والجنوب والشرق والغرب). وتسمى هذه الاتجاهات على أسماء
النجوم في السماء، وهي الوسيلة التقليدية للبحارة القدماء للاسترشاد
بطرقهم الملاحية.
وتقسيم وردة الرياح يتبع مطالع أو مغارب نجوم معينة، وهو أسبق من الإبرة
المغناطيسية. ولقد عرفت وردة الرياح قديما عند اليونان وقسمت على دائرة
الأفق بأسماء النجوم المعروفة في البحار المحيطة بهم.
وفي العصور الإسلامية استخدم البحارة المسلمون وردة الرياح، إلا أنها كانت
مقسمة على دائرة الأفق بأسماء النجوم المعروفة في المحيط الهندي. وفي
القرن العاشر الهجري / السادس عشر الميلادي ابتكر ابن ماجد البحار المسلم
وردة الرياح واستخدمها مع البوصلة المغناطيسية، وقسم وردة الرياح على
دائرة الأفق حسب الجهات الأصلية إلى (32) خنا . ولقد جعل ابن ماجد الشمال
يشير إلى الجاه ، والجنوب يشير إلى قطب السهيل أو نجم السهيل، والشرق يشير
إلى مطلع نجم الطائر، والغرب إلى مغيب نجم الطائر.
وعلى ذلك تكون الجهات الأصلية الأربعة على عدد المنازل (28) منزلا يمثلها
مطلع أو مغيب هذه النجوم وهي بالترتيب من الشمال إلى الجنوب: الجاه الفرقد
-النعش -الناقة -العيوق -الواقع -السماك -الثريا - الجوزاء
-التبر-الإكليل- العقرب -الحمارين -السهيل -السلبار - قطب السهيل.
وينقسم قرص البوصلة تبعا لهذا النظام إلى (32) قسما بخطوط تمر بالمركز
والخط الأساسي منها يمر بنقطتي الشمال والجنوب. ويقسم النصف الشرقي عن
النصف الغربي لقرص البوصلة. وعلى النصف الشرقي دونت مطالع النجوم وعلى
النصف الغربي مغاربها، وهناك خط رئيسي آخر يمر بين نقطتي الشرق والغرب
يحدد مطلع الشمس ومغيبها في الاعتدالين. وبعد ذلك تأتي أسماء النجوم على
القرص من الشمال إلى الجنوب كما يلي:
تقسيم وردة الرياح في بوصلة ابن ماجد :ولقد جعل ابن ماجد كل خن من من الأخنان في البوصلة يمثل (7) أصابع، وعلى
ذلك تكون دائرة البوصلة عنده مقسمة إلى (224) إصبعا أو درجة، بخلاف
الدائرة اليونانية التي تقسم الدائرة إلى (360) درجة.
وتقسيم ابن ماجد يلا ئم الملاحة في المحيط الهندي بشكل كبير. ولا يزال نفس
هذا التقسيم يستعمل حتى الآن على الساحل الشرقي لإفريقيا مع مسميات للنجوم
باللغة السواحيلية. كما لا يزال يستخدم هذا التقسيم أيضا عند ملاحي جزر
الملديف واللكديف بالمحيط الهندي. ولكن تقسيم وردة الرياح عند الأوروبيين
يختلف عنها عند العرب لاعتماد البحارة الأوربيين على النجوم الملاحية
عندهم.